الرئيسية || من نحن || || اتصل بنا

 

  

زراعة

الهندسة الزراعية وتكنولوجيا الزراعة

 

المهندس الزراعي

ليث رافع سليم آل جعفر

 

تُعتبر الهندسة الزراعية جزءاً أساساً في العملية الزراعية لأنها تُعنى باستخدام هندسة العلوم الزراعية لأجل نجاح عملية الإنتاج الزراعي وفي تحقيق نموٍ اقتصادي زراعي مثمر.

من جهة أخرى، فأن جزءاً من مهام الهندسة الزراعية هو قيامها بتهيئة العُدد والأدوات والمواد الزراعية بالتزامن مع الهندسة التكنولوجية.  فالزراعة اليوم تعتمد على الآلة بصورة أساسية في عملية الإنتاج الزراعي. فأذا كانت الآلة أو الماكنة متطورة، أصبح العمل الزراعي مثمراً في تحقيق هدف الأنتاج الزراعي.  مثلاً، تدخل الآلة في الصناعات الغذائية بصورة رئيسة من خلال خط الإنتاج الهندسي الذي ينتهي بعملية التغليف النهائية في أنتاج الحلويات والمواد الغذائية المُعَبئة بصورة آلية قبل شحنها إلى السوق.

لا شك أن للآلة دوراً رئيساً في عملية الإنتاج الزراعي خاصةَ في مرحلة زرع المحاصيل الزراعية في مساحات واسعة بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي لبيئة ذات كفاءة سكانية عالية.   وهكذا، تلعب أدوات الزراعة والحصاد الصناعية في عملية تهيئة الأرض للعملية الزراعية في فترتي البذر والحصاد وكذلك في رش الأسمدة والمبيدات الكيميائية.  هكذا كان الأمر منذ بدء العملية الزراعية في التاريخ (وإلى العصر الحديث) عندما تطورت العملية الزراعية بعد اكتشاف الوقود والمحروقات وانتهاءَ بصنع الآلات الزراعية المتعددة والمعقدة في تطورها التكنولوجي.  ونتيجة تطور تكنولوجيا الزراعة في الوقت الحاضر قد ساعد عدداً من الدول على الاعتماد على الآلة حتى في زرع البذور الزراعية وقطف ثمار المحاصيل الزراعية ومن ثمَّ فرزها من الشوائب وكذلك خزنها.  وبهذا، أصبحت الآلة الزراعية المٌصَممة على أساس نوع ودورة حياة المحصول الزراعي تنافس أشد الآلات الصناعية تطوراً في الصناعات الأخرى بسبب دورها الهام في أهمية الاستثمار الزراعي الذي يقود الى الاكتفاء الذاتي والتنمية الاقتصادية خاصةً في المساحات الزراعية الواسعة. 

والدول الصناعية الكبرى في العالم هي أكثر الدول تطوراً في التكنولوجيا الزراعية مما جعلها أكثر دول العالم إنتاجاً زراعياً. حتى أن أسواق المال العالمية (البورصة) تشهد يومياً نشاط المستثمرين في التعامل اليومي في أسعار الحنطة والشعير وفول الصويا، والبُن، والشاي، والبطاطا.  وهذا ما تفتقده الدول النامية.

والقارئ الذي يتساءل عن سبب اهتمامه بالهندسة الزراعية أو التكنولوجيا الزراعية لربما يتذكر أن سبب التطور التكنولوجي في الدول الغربية في وقتنا الحاضر هو أنها بدأت تطورها الاقتصادي بسبب تطور تكنولوجيا الزراعة ونقل المزارع الغربي من المراحل البدائية المتخلفة في الزراعة والحصاد وبيع المحصود إلى مرحلة الثورة الصناعية الكبرى في إنجلترا، ألمانيا، الولايات المتحدة الأميركية، واليابان.  ولأنّ تكنولوجيا الزراعة، التي حررت المزارع من الأسلوب التقليدي اليدوي في الزراعة، قد أدت إلى زيادة الإنتاج بصورة كبيرة في مساحات زراعية واسعة، فقد أُخُترع القطار وشُقت القنوات المائية الكبيرة لتوزيع الناتج الزراعي الكبير الى مدن بعيدة، ومن ثمَّ إلى دول أخرى.  وكل هذه العوامل انتقلت بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية ودولٌ صناعية كبرى أخرى إلى مرحلة الثورة الصناعية العظيمة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.  فهل تنتبه الدول النامية، خاصةً الدول العربية، إلى سر النهضة الاقتصادية الثرّة للدول الصناعية الغربية الكبرى؟

 
الرئيسية || من نحن || الاذاعة الكندية || الصحافة الكندية || اتصل بنا