الرئيسية || من نحن || || اتصل بنا | |||||
عشرون عاما من الإبداع الفني في مناهضة الحرب هيفاء زنكنة
بعيدا عن نيويورك وأفغانستان، عن سنوية الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر،
وما جره التفجير من مصائب على العالم، كان هناك، في لندن، حضور من نوع
آخر. ليس إحتفالا بل تذكيرا بمناسبة، غير رسمية، تقف على الجانب الآخر
من إعلان إدارة بوش « الحرب على الإرهاب» واحتلال أفغانستان والعراق.
في قاعة، بشرق لندن، بدلا من أصوات القنابل والصواريخ ووقع أحذية
القوات العسكرية وصراخ الضحايا، تعالت أصوات المحتجين ضد الحرب ممزوجة
بالفن. بالألوان والموسيقى، والأفلام، والتصوير، والمطبوعات، واللوحات،
واللافتات الخشبية واللافتات المنسوجة باليد. شعارات وملصقات فنية تمثل
بشاعة الحروب التوسعية الإمبريالية، وأخرى يتحدى فيها الفنانون
المشاركون الموقف السياسي الخارجي الذي قاد بريطانيا، على مدى عشرين
عاما الأخيرة إلى حرب مستمرة، ويعطون صوتًا للحركة المناهضة للحرب،
منسوجا بتحقيق العدالة، عبر موقف مبدئي واضح ضد الحرب والأحتلال في
أفغانستان والعراق ونظام الفصل العنصري في فلسطين. كانت الحركة المسماة
«أوقفوا الحرب» قد تأسست في عام 2001، إثر المظاهرات ضد غزو أفغانستان،
ونجحت في تحشيد الملايين ضد الحرب على العراق عام 2003، ولاتزال مثابرة
على تنظيم المظاهرات المطالبة بانهاء إحتلال فلسطين وسياسة الاستيطان
الصهيونية، مساهمة بتشكيل الوعي السياسي لجيل كامل. من المعروف أن حركات الاحتجاج والانتفاضات الشعبية تُلهم الفنانين والأدباء. وهذا ما رأيناه بوضوح في إنتفاضة تشرين 2019 في العراق
من هذا المنطلق، تمكن الفنانون الناشطون في الحركة المناهضة للحرب من
إنتاج أعمال أصبحت جزءا من ذاكرة جيل بريطاني يرنو الى تحقيق العدالة
وينأى بنفسه عن تاريخ بريطانيا الاستعماري. من بين الأعمال المعروضة
لافتات مبقعة بالدم ولوحة للفنان بانكسي المعروف بلوحاته وجدارياته ضد
النظام الصهيوني العنصري. في مجال الأفلام، وثق المخرج أمير أميراني
بفيلم « نحن كثرة» واحدة من أكبر المظاهرات بتاريخ بريطانيا، حين خرجت
الجماهير احتجاجا على وقوف حكومة رئيس الوزراء توني بلير الى جانب جورج
بوش في شن الحرب العدوانية ضد العراق. وساهم الموسيقي والمفكر براين
إينو بمقطوعة موسيقية لم تُقدم سابقا، وكان إينو واحدا من أوائل من
كتبوا ونشطوا ضد الحرب متطرقا إلى مستويات مناهضة الحرب المتعددة ومنها
الموسيقى كسلاح قوي له إستخداماته المتناقضة، كما حدث حين أُستخدم
المحققون الأمريكيون أغاني البوب للتعذيب في المعتقلات بالعراق. ولا
يمكن نسيان فوتومونتاج كينارد فيلبس الذي أصبح رمزا للدور البريطاني في
الحرب، المتمثل بتوني بلير المبتسم إبتسامة المنتصر، وهو يحمل هاتفه
الذكي لالتقاط صورة ذاتية، فرحا بنفسه وما فعله، بينما يتصاعد خلفه
دخان حقول النفط المحترقة، مغطيا الأفق كله. كاتبة من العراق
|
هيفاء زنكنة كاتبة وصحفية وناشطة عراقية تقيم في بريطانيا تكتب اسبوعيا في جريدة (القدس العربي(
|
||||
الرئيسية || من نحن || الاذاعة الكندية || الصحافة الكندية || اتصل بنا | |||||