الرئيسية || من نحن || الاذاعة الكندية || الصحافة الكندية || اتصل بنا | |||||
عن أدوار المعارضة السورية والنظام سميرة المسالمة
فوّض النظام السوري إيران وروسيا إدارة مراكز وموانئ ومؤسسات تمثل شريان الحياة الاقتصادية، بعد أن تصاغر دور وفاعلية جيشه العسكري المرحلة الأهم لروسيا كانت بإعادة مقعدها المقابل إلى الولايات المتحدة الأميركية على طاولة المفاوضات، تحت عناوين متغيرة مضامين كثيرة في الاتفاق النفطي الموقع مع قائد "قوات سورية الديمقراطية"، مظلوم عبدي، أخطرها إرادة الإدارة الأميركية توزيع الشرعية بالتساوي بين الأطراف السورية المتصارعة
تتابع الولايات المتحدة الأميركية لعبة خلط الأوراق في سورية، بإعلانها
أخيرا توقيع اتفاقية استثمار النفط في شرق الفرات مع "قوات
سوريا الديمقراطية"، وهي إذ لا تأتي بجديد على الواقع السوري المبعثر
بين دول الصراع في سورية (روسيا، إيران، تركيا، والولايات المتحدة
وإسرائيل)، من حيث أدوار هذه الدول مع الجهات السورية التي تستقوي بها
ضد القوى المحلية الأخرى، فإنها (هذه الدول) جميعاً، أجرت تقزيما
للهياكل السورية على ضفتي الصراع، وكادت أن تصبح الجهة السورية غير
مرئيةٍ إلا من خلال الهامش التي تسمح به الدولة الراعية، في سابقةٍ
تاريخيةٍ تصبح من خلالها الفرق المتصارعة داخليا "معرّفةً" بجهة
تمويلها الخارجي.
على الجهة المقابلة للنظام، وفي إجراءات متساوقة معه، تم إبعاد التمثيل
المعارض الحقيقي، لتضع تركيا نفسها بديلاً عنه، ومقرّراً له ، سواء في
العمل العسكري الميداني، أو في المهمة السياسية التفاوضية، وأصبحت
كيانات المعارضة (في الشمال وإسطنبول) مرتهنةً للتطورات العسكرية
ولمساراتها، وضمناً لمن يقودها. وبذلك أصبحت تركيا هي المعنية أو
المقصودة بالحديث عن المعارضة أو التفاوض، ما يعني خلو الساحة من
الأطراف السورية لحساب الدول المشغلة لهم، وتماشي "المعارضة" مع النظام
في لعب دور "الكومبارس" في القضية السورية.
-
سحب البساط من تحت أقدام روسيا بما يتعلق بشق الصف الكردي، واللعب على
الخلافات مع المجلس الوطني، واستقطاب "قوات سوريا الديمقراطية" لتكون
ذراعا كرديا لروسيا في المنطقة، وعدم استخدامه كنقطة ضغط يمكن تحريكها
ضد المصالح التركية عند تعثر مفاوضاتهما المشتركة بما يتعلق بعفرين
ومناطق الشمال الشرقي من سورية. يمكن قراءة الاتفاق النفطي الموقع مع قائد "قوات سورية الديمقراطية"، مظلوم عبدي، بلغات عديدة ومضامين كثيرة، أخطرها إرادة الإدارة الأميركية توزيع الشرعية بالتساوي بين الأطراف السورية المتصارعة، لتوقيع عقود خارجية مع الدول، ما يجعل النظام في مأزق، والمعارضة في مأزق، والكرد أمام اختبار قوي يراقبهم شعبهم داخلياً والدول الغربية الداعمة لهم خارجياً، لمعرفة قدرتهم على إدارة توافقاتهم البينية من جهة، والاندماج في مشروع شامل للحل السياسي السوري من صف المعارضة، وليس النظام. 03 اغسطس 2020 (العربي الجديد) لندن
|
سميرة المسالمة كاتبة وصحافية سورية، رئيسة تحرير جريدة تشرين سابقاً، نائب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية
|
||||
الرئيسية || من نحن || الاذاعة الكندية || الصحافة الكندية || اتصل بنا | |||||