الرئيسية || من نحن || || اتصل بنا

 

 

  

)حذف غزة من وجه الأرض(

بيـن إليـاهـو ونـتـنيـاهـو!

رأي القدس

 

في مقابلة مع إذاعة إسرائيلية حول ما إذا كان ينبغي إلقاء قنبلة نووية على غزة بأكملها، أجاب عميحاي إلياهو، وزير التراث في حكومة بنيامين نتنياهو، أن ذلك خيار مطروح، مضيفا إن «قطاع غزة يجب ألا يبقى على وجه الأرض».
سارعت دول عربية للتنديد بالتصريح، فرأت السعودية أنه «يظهر تغلغل التطرف والوحشية لدى الحكومة الإسرائيلية» واعتبره الأردن «خرقا فاضحا للقانون الدولي والإنساني» واعتبرته قطر «تحريضا خطيرا على جريمة حرب» فيما رأى مسؤول كبير في الخارجية الأمريكية، حسب وكالة أنباء رويترز، أن «التصريح مرفوض».
ينتمي وزير التراث إلى حزب «القوة اليهودية» (الذي يقوده وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير) وقد دفعت ردود الفعل الكبيرة نتنياهو إلى «تعليق مشاركة» الوزير في الحكومة، وذلك، حسب مكتب نتنياهو، لأن «إسرائيل وجيش الدفاع يعملان وفقا لأعلى معايير القانون الدولي لتفادي إيذاء الأبرياء»!
حاول إلياهو، لاحقا، تعديل موقفه بزعم إن ما قاله «مجاز» لكن الحقيقة، التي يعلمها الفلسطينيون، قبل غيرهم، كما يعرفها كل من شهدوا وتابعوا ودرسوا «التراث» الإسرائيلي، أن الدولة العبرية، كانت إعلانا عن إلغاء فلسطين والفلسطينيين. تصريح إلياهو هو المعنى الحقيقي والمجازي لإسرائيل، وهو المعطى الأعمق الذي يفسّر الكوارث الكبرى التي عاشتها المنطقة العربية لتحقيق هذا الهدف المستحيل: ألا يبقى الفلسطينيون على وجه الأرض.
لا يحتاج الأمر للكثير من المنطق لملاحظة أن تصريح إلياهو، هو لسان حال حكومة الحرب الإسرائيلية الفعلي، وأن تصريح «مكتب نتنياهو» هو «المجاز» الذي يقصد به تزويق عملية الإبادة الجماعية الجارية بحق الفلسطينيين.
يحقّ للفلسطينيين، بالدرجة نفسها، الاشمئزاز من التصريح الأمريكي المعلّق على إلياهو، والذي يدعي أيضا أن الأخير ليس المتحدث باسم الحكومة، فالواضح منذ بداية العدوان الإجرامي على سكان غزة، بدعوى محاربة «حماس» أن إدارة الرئيس جو بايدن مشتركة، سياسيا، إن لم يكن عسكريا، في إدارة هذه الحرب، وأنها تتحمل مسؤولية عن العقاب الجماعي، وجرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، التي يتم ارتكابها، جهارا نهارا، ضد الفلسطينيين.
وصف بايدن مقتل 1400 إسرائيلي خلال عملية «حماس» في غلاف غزة في 7 تشرين أول/أكتوبر بأنه «مثيل خمسة عشر 11/9» (المقصود هو هجمات نيويورك عام 2001) إذا قمنا بمعادلة نسبة من قتلوا من إسرائيليين لعدد السكان الأمريكيين.
قام موقع «انترسبت» الأمريكي بتطبيق المعادلة نفسها على عدد الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل منذ عملية «حماس» (وكان عدد الضحايا حينها يقارب 8000 فلسطيني وهو الآن يقترب من 10 آلاف شهيد) فوجد أن ذلك يعادل ضحايا 400 هجوم مثل هجمات أيلول/سبتمبر 2001، «من دون نهاية في الأفق للقتل».
ادعاء التزام الجيش الإسرائيلي بـ«معايير القانون الدولي لتفادي إيذاء الأبرياء» هو جزء من السردية الدعائية، التي تنخرط إسرائيل، ومعها مجمل الدول الغربية، في صناعتها لتستمر آلة القتل من دون توقف. خلال ذلك، تتحول «معايير القانون الدولي» إلى فضيحة إنسانية كبرى، تحاول، من جديد، تحقيق المستحيل: إلغاء فلسطين.

 

 

 
الرئيسية || من نحن || الاذاعة الكندية || الصحافة الكندية || اتصل بنا