الرئيسية || من نحن || الاذاعة الكندية || الصحافة الكندية || اتصل بنا

 

خالد الحلّي  شاعر وصحفي عراقي من جيل الرواد

 

نصوص سابقة


جواب

شعر: خالد الحلّي

 

ما لِهذِي الغيومْ،

حول وجهي تحومْ؟

ما لِهذا البشرْ،

كلُّهم في وجومْ؟

ما لِهذا الهواءْ،

أبْحُراً من بكاءْ؟

ما لهذي الحقولْ،

غابةً من ذهولْ؟

*****

لِمَ تسألْ؟

كلّما تسألُ يغدو الدربُ أطولْ

وتفرّ الأجوبةْ

بعدَ أن تصرخَ، ياسائلَ لا تسألْ .. تمهّلْ

تتمهلْ

تتمهلْ

تتمهلْ

ويطول الإنتظارْ

ثم يأتيكَ الجوابْ :

لِمَ تسألْ..؟!

 

أوثان من هذا الزمانْ

شعر: خالد الحلّي

 

أوثانٌ لا تُشبِهُ ما مرَّ من الأوثانْ

تخرجُ أحياناً،

من أوراقِ الكُتُبِ الصفرِ،

وتخرج في بعضِ الأحيانْ

من أوراقٍ لا لونَ يُوافِقُها

فتُلطِّخُ كلَّ الألوانْ

وتُزَغرِدُ في غنجٍ :

الأَلوانُ لديَّ،

و لا شأنَ لغيريَ بالألوانْ.

أوثانٌ تركضُ في الطُرُقاتِ،

وتسبحُ في الأنهارْ

وتطيرُ متى ما شاءتْ

لا تعنيها ريحٌ أو أمطارْ

أوثانٌ تتكاثرُ، تغزونا،

و تلاحقنا في كلّ مكانْ

أوثانُ القرنِ الحادي والعشرينْ

لا تُشْبِهُ أوثانَ الماضي،

لم تُصنعْ من حجرٍ،

لم تُصنعْ من طينْ

أوثانٌ صمّاءْ

تلبسُ طاقيةَ للإخفاءْ

تتحكم في هوَسٍ بالأشياءْ

من صنّعها دون استئذانْ؟

هلْ صنُعها غيرُ الإنسانْ؟


 

 

بيروتُ .. يا بيروت

 

شعر: خالد الحلّي

 

بيروت تختنق العباراتُ الحزينةُ في دمي

يانجمةً وضاءةَ الأنوارِ بين الأنجمِ

............ِ

............

هل يكفي الدمعُ ليعكسَ أشجاني؟

هل تكفي الكلماتْ؟

هل تكفي العَبَراتْ،

وهْيَ تؤججُ روحي كالجَمْراتْ؟

هل تكفي يابيروتْ؟

حزنُكِ أكبرُ منّي

حُزنُكِ هزّ كياني

هل تستوعبُ أحزاني،

شيئاً من حُزنِكِ يا بيروتْ؟

عنقاءً كنتِ

وتبقينَ العنقاءْ

تبقين كما أنتِ

منارةَ مجدٍ وعلاءْ

تبقين مدى الدهرِ

جنائنَ حبٍّ ووفاءْ

ملبورن 5/8/2020

------------------

* كتبت بعد نشر خبر الانفجار الضخم الذي شهده مرفأ بيروت مساء يوم الثلاثاء 4/8/2020

 

 


دربٌ لا يعرفُ العنوان


و غاباتُ جريحة


شعر: خالد الحلّي


دربٌ لا يعرفُ العنوان



وطنٌ منذ نعومةِ أظفاري،
ألقاني
في دربٍ لا يعرفُ عنواني
وطنٌ أتمنى أن ألقاهْ
لأعانِقَهُ حين أراهْ
لكنّي لا أُبصِرُهُ
إلاّ مرسوما فوقَ الأوراقْ
لايسمَعُني،
لكنّي أسمَعُهُ
يتساقطُ دمعاً
فوقَ الحُلْمِ المتأجّجِ،
في روحيَ جمراً
آهٍ .. آهٍ،
آهٍ .. آهْ

 

غاباتٌ جريحة


غاباتٌ عمياءَ، وبكماءَ، وصمّاءْ
ما زالتْ منذُ سنينٍ عجفاءْ
لا تُبْصِرُ لوناً
لا تنطِقُ حرفاً
لا تَسْمَعُ لحناً
لا تَنْشِقُ عِطراً
غاباتٌ مِعطاءْ
تتعذّبُ كي تمنحَ خيراً
ينهبُهُ الحرّاسُ وأولادُ الحرّاسْ
ويظلُّ جياعاً وعطاشى فيها الناسْ
غاباتٌ،
يتحكّمُ فيها الغُرباءْ
غاباتٌ كانت وطناً غدروهْ
داسوا أجملَ وردةَ حبٍّ فيهِ
وباعوهْ

--------------------------------------------------------------------------------------

* نشرت هاتان القصيدتان في الصفحة الثقا فية بجريدة "القدس العربي" الصادرة في لندن بتاريخ 3/7/2020

 

 

كابوسٌ في زورق


شعر: خالد الحلّي


غمروا شاطيءَ أحلامي بالزئبقْ
قَلعوا أشجارَ رصيفي كي تُحرَقْ
اِنبثقوا في نهرِ حياتي مُلتمينْ
دخلوا زورقَ أيّامي مُحْتلينْ
مجذافي فرّ من الزورقْ
فاجأهم تمثالٌ
يصرخُ في غَضَبٍ
هربوا في هلعٍ
صارَ التمثالُ حصاناً يتبعُهُم
راحَتْ أشرعتي تتمزقْ
وأنا أخشى
أن يغرقَ بي الزورقْ
..................................
أمسحُ أجفاني، فيطمئِنُني
صوتٌ يتهادى في أُذُني
هذا كابوسٌ لا تأبَهْ
فكوابيسُ النومِ تزولْ
لكنّ كوابيسَ اليقظةِ،
لا ندري كمْ سوفَ تطولْ

 

زمنٌ وضِفّتان


 
شعر: خالد الحلّي


زمنٌ بخيل

كلُّ النوافذِ أُغلِقتْ
و البابُ موصدةٌ ينوءُ بها المكانْ
القُفلُ والمِفتاحُ ضاعا من زمانْ
بَقِيَتْ أسيرةَ سجنِها
تتوسّلُ الزمنَ المُراوغَ حولَها
لمْ يستَجِبْ
صارتْ تسائلُ وحدها :
ماذا يكونُ ليَ الزمانْ،
إن لم يكنْ،
عيناً ترى ما لا أرى،
أملاً بهيّاً لا يُباعُ ويُشترى؟
.........................................
يا أيها الزمن البخيلْ
اِرأفْ بها
وافتح لها
شباكها
كي تقطفَ الحُلْمَ الجميلْ

زمنٌ مُضاع

يراقصون الوهمَ في أحلامِهِمْ
و يزرعون في دروبِ صحوِهِمْ
ما فاضَ مِنْ أوهامِهِمْ
مرضى أضاعوا وصفة الطبيبْ
وحينما تذكّروا الدواءْ
لم يجدوا الطبيبَ بينَهُمْ
لم يجدوا الشفاءْ
ملبورن 12/6/2020
============================================
*
نشرت في الصفحة الثقافية بجريدة "طريق الشعب" العراقية بتاريخ 16/6/2020

 

 

فراشات

تبحث عن أجنحة


شعر: خالد الحلّي


أمسِ حَلُمْتُ بنوميَ أنّي
كانتْ تتقاذفُني أمواجُ الظنِ
بين مياهٍ تتدفّقُ
كنتُ أرى ظنيَ يغرقُ
في ظنِّ عيونٍ أخرى
كانتْ تمتدُّ معربدةً حولي
أشباحٌ وهياكلَ حيرى
أفتحُ عينيَّ وبينَ جفونيَ يصحو
دمعُ فراشاتٍ تبكي
ترثي أجنحةً سرقوا منها الألوانْ
تسألُ راجفةً:
هل ألقاها ذات زمانْ؟
العالم مشدوهْ
يترنّحُ في خطوٍ متثاقلْ
يبحثُ عن مجنونٍ عاقلْ
أو قاريءِ كفٍ معتوهْ
*****
لا أحدٌ في عالمنا لا يبحثُ عن شيءْ
في دربيَ أشباحٌ تبحثُ
سربُ فراشاتٍ، أرواحٌ، خطواتٌ، ورؤوسٌ
لا يُتعِبُها البحثْ
لكنّي،
لا أعرف عن ماذا أبحثْ.
هل يبحثُ عنّي أحدٌ،
وأنا لا عنوانَ لقلبيَ أو روحي؟
أعواميَ راكضةٌ تلهثْ
ودموعُ فراشاتي تتمرّى بجروحي
وزمانِيْ بحياتيَ يعبثْ


22/5/2020
----------------------------------------------------------------
* نشرت في صفحة ثقافة بجريدة "القدس العربي" الصادرة في لندن بتاريخ 29/5/2020


 


 

صبحٌ وأمطار


 شعر: خالد الحلّي


لم أشهدْ صبحاً أجملَ من صبحي هذا اليومْ
لا في صحوِ .. لا في نومْ
ماذا فَعَلَتْ؟
ماذا أعْطتْ لورودِ الصبحِ يداها؟
ماذا هَمَسَتْ لبَراعِمِها شفتاها؟
*****
حينَ تمادت عَتَماتُ الّليلِ
جاءتْ لتزيلَ ظلاماً من أُفُقي
لتبدّدَ أمواجاً تتدفّقُ من قَلقَي
وترشّ عبيرَ الأحلامَ على ورقي
قالت ناشدتْ الغيماتِ لتُمْطِرَ ورداً
صلّيتُ ..
رجوتُ ..
توسلتْ
لكنّ الأمطارْ
ما هَطَلَتْ أوراداً أو أزهارْ
صلّيتُ لروحيَ أن تهطلَ
هطلتْ روحيَ حبّا
هطلتْ ورداً
هطلتْ أزهارْ
جرِّبْ روحَكَ أنتَ
مَنْ يدري؟
قَدْ تهطلُ أيضاً
ورداً
قد تنضحُ عطراً
قد تمطرُ أزهارْ
مَنْ يدري؟
قد
2/5/2020

 

أسئلة تحوم


 شعر: خالد الحلّي

 

بينَ المتوقَّعِ، و اللّا متوقَّعِ
جسرٌ لا يبصرهُ أحدٌ
وخفايا لا يدركها بشرٌ
بين الأمسِ وبين اليومِ
دروبٌ ضائعةٌ
وبحارٌ غامضةُ
وأنا ترميني ذاكرةُ الأيامِ،
بأعماقِ عوالمَ كانتْ فيها
تتمرَى بوجوه القتلى أشجارٌ راكضةٌ،
و غَدٌ بالألغازِ مبرقعْ
*****
أيامٌ تتناقضُ
أعوامٌ تتراكضُ
و سباقُ المتوقعِ و اللا متوقعْ.
يَختزِلُ الأيامَ،
ويُبكي الأعمارْ
كانتْ تُبصرُ في وجهي
غيماً وضباباً ووجومْ
سألتْ: ماذا تتوقعْ؟
و مضتْ هاربةً من أيِّ جوابْ
تركتني مضطرباً مرتابْ
كيف أجيبُ تساؤلَها،
وبأفقي الغامضِ أسئلةٌ
منذ بداياتِ التاريخِ تحومُ،
ولا يوجدُ من يمنَحُها
أجوبةَ تطردُ حيرَتَها
1/2/2020
-------------------------------------------------------------------------------------------------
* نشرت في الصفحة الثقافية لجريدة "طريق الشعب" العراقية بتاريخ 8/5/2020

 

 

صوتان هاربان


 
شعر: خالد الحلّي


صوتُكِ المُنسابُ حُسْناً و وَقارْ
باحثاً عن أُذُنٍ كي تسمَعَهْ
أسلمَ الجنحينِ للريحِ وطارْ
حاملاً صمتي وأُذْنيّ معَهْ
تاركاً صوتي حزينْ
دونَ جنحينِ سجينْ
ظامئاً تشربهُ الحيرةُ،
لا جذرٌ ليسقيهِ،
و لادمعٌ ليبكيهِ،
ولا خِلٌّ يواسيهِ،
ولا شمسُ نهارْ
أسلمَ الأمرَ إلى الغيْبِ وسارْ
لا فضاءٌ يحتويهْ
لا مكانْ.
صارَ يجري ..
ثمّ يجري ..
ثم يجري ..
ضاعَ صوتي
ضاعَ صوتانا وضِعنا
حينَ ضيَّعْنا المكانْ
و الزمانْ
وافترقنا.
ملبورن 23/4/2020

 

 

رأسٌ في مزاد


 شعر: خالد الحلّي

 

بين مواكبَ تمشي مُحْتَشِدةْ
حشروني رغماً عنّي
قطعوا شفتي،
بتروا أُذْني
كنتُ أسيرُ كسيراً أحلُمُ
أن أَنْطِقَ حرفاً
أو أَسْمَعَ صوتاً
وصلوا في منتصفِ الظهرِ
إلى سوقِ مزادِ الأفلام المنسيّة
كانتْ أيامُ الزمنِ الماضي مرميّة
تحت جسورٍ هجرتها الأحلامْ
وضعوا رأسي بينَ يديّ السمسارْ
قال لهمُ سنؤجّلُ بَيْعَه
حتى نَخْلَصَ مِنْ بيعِ الأفلامْ
صاحَ السّمْسارْ:
أفلامي تستأهلُ أعلى الأسعارْ
أفلامي تتحدّث عن كلِّ الأسرارْ
أفلامُ حروبِ،
أفلامُ فضائحَ،
أفلامُ جواسيسَ و... و ... و ... و ...
يَعْجَزُ عن ذكرِ عناوين الأفلامِ لسانْ
قالوا: إنّ الفيلمَ أهمّ من العنوانْ
بمبالغَ عاليةٍ بِيعَتْ كلّ الأفلامْ
فرغَ السمسارُ إلى رأسي مبتهجاً
قالَ لهمُ لا نفعَ بهذا الرأسْ
هل أذبحُهُ؟
وبصوت مُتّحدٍ قالوا
دَعهُ إلى يومٍ مزادٍ ثانٍ
كي يَنْضَجَ أكثرْ
عادوا ملهوفينَ على عجلٍ
كيْ يمضوا الّليل مع الأفلامْ
لكن ما وجدوا
إلاّ أشرطةً مسختها الأيامْ
25/1/2020

 

 

 

مقاطع من مجموعة

ليست مرشحة للنشر

خالد الحلي *


عندما كنت في السادسة عشرة من العمر، فكّرت بإصدار مجموعة شعرية، كان لديّ عدة عناوين مقترحة لها، ولكنني لم أستقر على أي منها. المجموعة لم تصدر، وضاع الكثير من قصائدها، كما ضاع كثير آخر مما كتب في فترات لا حقة.
ومع بداية السبعينات عنّ على بالي أن أقوم بجمع كلّ ما أستطيع جمعه من القصائد التي ضاعت، أو القصائد التي قررت عدم نشرها في مجموعة مطبوعة، وهذا ما كان.
وقبل أيام، وفي أجواء عدم الخروج من البيت بسبب فايروس كورونا، تذكرت هذه القصائد التي جمعتها تحت عنوان "ستار مسدل"، فوجدت أنها تضم 80 قصيدة.
شيءٌ جميلٌ أن يتذكر الإنسان محاولاته الأولى، وشيءٌ أجمل من ذلك أن تعود هذه المحاولات إلى فترة مبكرة من حياته، هي أقرب إلى فترة المراهقة والصبا منها إلى الشباب.
إن تاريخ كتابة بعض القصائد يعود إلى عامي 1961 و1962، وهنالك قصائد أخرى كتبت بعد سنوات من ذلك، وتم اختيارالمقاطع أدناه وفق تسلسلها كما حفظت في حينه

من قصيدة "لأجل عينيها"
*********************
وينطفئُ النورُ .. يمضي النهارْ
وينجابُ ليلٌ بعيدُ القرار
وأبقى أسائل عن مقلتيك
وبيني وبينكَ هذا الجدارْ

نشرت في مجلة "القلم" – الخرطوم
العدد الرابع أيار 1967
من قصيدة أغنية إلى الغد
********************
هل تذكرينَ المُرجَ والوسنا
والموعدَ الحالمَ في المنحنى
أين عهود هي في خاطري
تدفّـــــــقُ الشعرَ وتسمو بنا

نشرت في مجلة "الفكر العربي" - بيروت
العدد الرابع 15 حزيران 1962

من قصيدة إلى مجهولة
*******************
أنا الذي أجهلُ من أنتٍ
يا صدفةً أحبّها صمتي
تيّهني وجهُكِ يا حلوتي
تيّهني وأنــتِ ما تــهتِ


نشرت في مجلة "المعارف" - بيروت
دار مكتبة الحياة 1962

من قصيدة ليل بلا آخر
*******************
شموسُكَ ياقلبُ لا تسطعُ
وإني هنا متـــعبٌ ضائعُ
يلفُّ خطايَ خواءُ الدروب
وليلٌ كئيبُ الرؤى مفزعُ

1964
من قصيدة يوم الدهور
*******************
يومُنا هذا .. أتدرينَ بهِ
موكبُ الأحلامِ والعمرِ، دعينا هاهنا
واتركي كلّ الذي كان لنا
اتركينا وحدنا
فهو يومٌ أنتِ إنْ شئتِ له لا ينتهي
إنه دهرٌ من الحبّ يغنّي للدهورْ
إنه كلّ الذي جادت به الدنيا على مرّ العصورْ

1965

من قصيدة ابتهال
***************
يا معبدَ الحبّ .. أتينا هنا
والشوقُ في أعماقِنا إعصارْ
نبكي مع الأوهامِ في فرحةٍ
ونرتمي في سـاحِكَ المعطارْ

27/9/1962
من قصيدة الأصوات الأخيرة
***********************
لو تغزلينَ الليلَ أغنيةً
لو تحملين الليلَ في زورقْ
ينأى ببحرٍ ماله شــفقٌ
يطفو مع الأمواجِ أو يغرقْ

نشرت في جريدة "المنار"- بغداد
بتاريخ 29/3/1965

من قصيدة الرحلة المعتمة
**********************
ملّني الليلُ وأضناني النهارْ
وأنا أكره وجهي المستعارْ
رحلةُ العمــرِ أنا أمضيتُها
منهكاً يصفعني ألفُ جدارْ

ستينيات القرن المنصرم
لم أدون التاريخ في حينه

من قصيدة نهاية الطواف
*********************
قاســيةٌ أنــــتِ خذي طيـــفكِ
من ليليَ الغــارقِ بالســــهدِ
ضيّعتُ نفسي في رؤى حبِّكِ
وعدتُ منهارَ الرؤى وحدي

ستينيات القرن المنصرم
لم أدون التاريخ في حينه

من قصيدة وحشة
***************
كنتُ وحيداً هذه الليلهْ
أشربُ من بحرِ الأسى نهلهْ
وكانت الأسرارْ
تغمرني .. بالصمتِ .. والوحشةِ .. والتذكارْ

مجلة "الأديب" – بيروت
شباط "فبراير" 1963

من قصيدة جراح
**************
أنا الذي لا أعرفُ الضجرْ
أنا الذي لا أعرفُ السفرْ
جئتُ إليكِ اليومَ يامشرقةَ العيونْ
أشكو من الضجرْ
جئتُ حزيناً .. متعبَ النظرْ
تأكلني الظنونْ
أنوحُ بعد أن عذّبني السفرْ


مجلة "الأديب" – بيروت
ابريل "نيسان" 1963

من قصيدة نهاية
***************
وانتهينا
لم تعد في مرفأ الوهمِ
قلوبٌ تتمنى
كلّ شيءٍ
مرّ كالحلمِ علينا
مجلة "الأديب" – بيروت
تموز "يوليو" 1963

من قصيدة أغنية لم تتم
*******************
في متاهِ الظنونِ ما زلتُ أسري
أتملّى دروبَ وهمي وشعري
تستفيقُ الجراحُ في عمقِ روحي
وتغنّي .. والفُ حلمٍ بصدري

مجلة "الثقافة" – القاهرة
أيلول "سبتمبر" 1963
من قصيدة الرحلة الأولى
*********************
-1-
وحيداً أبحر الشاعرْ
شفتاهُ أغنيتانِ من عهدِ الهوى الغابرْ
عيناهُ مبحرتانِ في أسطورةِ الزمنِ
وحيداً تائهاً في يأسه الغامرْ
شريداً .. آهِ .. لو ماكان لم يَكُنِ
يا لعنةَ السفنِ
والموتِ والإبحارِ في تهويمهِ العابرْ
1965
من قصيدة السّر
**************
-1-
ألفُ دربٍ قد سحقنا وأتينا متعبينْ
نحملُ الأحلامَ والذكرى وصوتَ الميتينْ
جوعنا ينهك أرضَ الغضبِ المرِّ
ويجتازُ السنينْ
صوتنا يرتجّ رغم الظمإِ
يا شموعَ الليلِ لا تنطفئي
1962


من قصيدة حب خائبة
******************
ماذا سأمنحُ مقلتيكِ وكلّ أحلامي النديّهْ
بعثرتها عبثاً .. ورحتُ اتيه في الجزرِ القصيّهْ
ماذا سأمنحُ مقلتيكِ ..
وكلّ ما عندي انتظارْ
ماذا سأمنحُ .. أي أحلامٍ غنيّهْ
نشرت في جريدة "المنار"- بغداد
بتاريخ 25/4/1965

من قصيدة الريح
**************
زمجري باريح هبّي .. واهدمي ألفَ جدارْ
من ليالي البؤسِ جئنا منهكينْ
نتخطى بكِ أحلامَ النهارْ
زمجري هبّي .. فدى رعبِك هبّي
واغمري بالنورِ والأورادِ دربي
إحملي منه الغبارْ
واسكبي الخصبَ واصواتَ الحنينْ
ستينيات القرن المنصرم
لم أدون التاريخ في حينه

من قصيدة أكره عينيك
*******************
كرهتُ في عينيكِ صمتَ البحارْ
والحزنَ والانتظارْ
كرهتُ أيامي
ووجهَكِ الباهتَ والانكسارْ
مسيرة الليلِ أما من نهارْ ..؟
ستينات القرن المنصرم
لم أدون التاريخ في حينه

من قصيدة يا ضباب العمر
*********************
بيتيَ الريحُ ومأوايَ العذابْ
وليالي العمرِ مرت كالسرابْ
ها أنا أشــعل للذكرى دمي
شمعةً تشرق في قلبي المذابْ
ستينيات القرن المنصرم
لم أدون التاريخ في حينه


من قصيدة التمني
***************
ما الذي أنشدُ .. ماذا سأقولْ
أيّ صوتٍ قادرٍ يحمل أشواقي إليكِ
أيّ نغمة ..؟
ما الذي أكتبُ .. ماذا أكتبُ
تعِبَ الحرفُ وإنّي متعبُ
أتمنى لو يكون القلب نسمهْ
تخرق الآفاقَ .. تأتيك.. تناغي وجنتيكِ

نشرت في مجلة "البيان"الكويتية
أيار عام 1970


من قصيدة خطوات في أفق مغلق
***************************
وبقيتُ وحدي ذات يومٍ ..
كنتُ التحفُ الكآبهْ
الحزنُ والأشواقُ زادي .. والحنينْ
في نظرة العينين يسرحُ
في الرؤى يرتاد أشرعة الغرابهْ
وحدي .. أنا وحدي .. وهل أدري
بأن الليلَ يرحلُ والسحابهْ
هيَ أن أعيشْ
نشرت في جريدة "النور" - بغداد
بتاريخ 23/11/ 1969

من قصيدة من الحكايات الأولى
**************************
أخافُ من سيرِ الزمانِ البليدْ
يفلتُ مـــن يومٍ ليومٍ جديدْ
طاحـــونةٌ تســـــحقنا عنوةً
تسلبُ من أحداقنا ما نريدْ

1962

من قصيدة ليلٌ بلا قمر
********************
وذهبتِ .. لا نغم يبلّ جوانحي
وتركْتِني وحدي أبثّ عتابي
ماذا أقولُ..؟ أتستكينُ جوارحي
وتضمُ أطياف الهوى أهدابي
والليلُ يطوي صبوتي وملاحني
ويريقُ في قلبي جراح شبابي

نشرت في مجلة "الأفق الجديد"
القدس أيار 1963
من قصيدة أغنية ليلية
********************
تنسينني وانا طوال الليل ساهدْ ..؟
وحدي أسائل عنكِ أنسامَ المساءْ
وأنا وشعري نستحثُ الليلَ .. نحلم بالضياءْ
ياأنتِ يابقيا رجاءْ
عينايَ طيفٌ في الدجى ..
وأنا مع الأوهام شاردْ
نشرت في مجلة "الأفق الجديد"
القدس العدد الثامن 1963

من قصيدة عيناها وخواطر قديمة
****************************
حينما أبصرُ في عينيكِ حبّي
وأرى خفقةَ قلبي
أعبرُ الوهمَ بعيدا
عبر دربِ الشوقِ أنسابُ وحيدا
والحنينُ الغضُّ في أعطافِ دربي
يتثنى حالماً .. يمضي شريدا
نشرت في جريدة "المنار"
بغداد 2/12/ 1964
من قصيدة مقطع صغير
********************
في ظلمةِ الليلِ إذا ما هبت الأشواقْ
تعصفُ في قلبي
تعيدني ما قبل عامينِ إلى عينيكِ والحبِّ
أذكرُ أني كنتُ أهواكِ
وأنني رغمَ مسيرِ الزمنِ الزاحفِ لا أفقدُ ذكراكِ

نشرت في جريدة "المنار"
بغداد 3/5/ 1965

 

 


من قصيدة إنني ضعت بعينيك
*************************
-1-
لم يعدْ حوليَ غير الليلِ يرسو
وانا أرقبُ من عينيكِ أن تشرق شمسُ
غير أنّي
متعبٌ أحلم بالأمسِ، وفي شطآن ظني
تغرق النجوى .. واغرقْ
ما الذي أملكُ غير الشوقِ والذكرى وأنتِ
أين أنتِ أليوم أينْ ..؟
أين أنتِ ..؟
إنني ضعتُ بعينيكِ ولكنكِ ضعتِ
نشرت في جريدة "المنار"
بغداد 7/7/ 1966
من قصيدة يقظة مسألة ذاتية
*************************
وحاكَ العنكبوتُ خيوطَ سجنِ العمرِ
رشّ مغازلَ الغربهْ
على روحي
وغيّبَ من رؤى سنواتنا الأحلى بلا أوبهْ
فكلّ طريقنا المصبوبِ في الأحداقِ أحزانُ
وفيه من العثارِ المرّ
آهاتٌ وأشجانُ
ومات العنكبوتُ موشحاً دربهْ
بما يتنفسُ الأحلامَ والرغبهْ
نشرت في جريدة "الجمهورية"
بغداد 27/3/ 1970

من قصيدة غريبان
****************
غريبٌ أنتِ وإنّي غريبْ
نعيشُ لا نعرفُ معنى الزمانْ
مجهولةُ العمرِ دعينا معاً
نســيرُ في صمتٍ إلى لا مكانْ
نشرت في جريدة "المنار"
بغداد 10/5/ 1965

 

 


من قصيدة قصيدة ساذجة
*********************
خلفيَ الماضي .. وقداميَ قبرهْ
يلدُ الحاضـــرَ إذ يختالُ إثرهْ
وأنـــــــا بينهــــما فـــي حيرةٍ
أترى تنقذني في العمرِ حيرهْ

نشرت في جريدة "المنار"
بغداد 16/3/ 1965
من قصيدة ظنون
***************
وحيداً أراكَ هنا .. شاحبا
حزيناً تناجي الهوى الغائبا
وتسرحُ في مقلتيكَ الظنونْ
ويمرحُ فيها حنينُ الصبا
14/9/1962

من قصيدة إطلالة
***************
ألفُ دهرٍ خلتُهُ يوماً .. وخلتُ اليومَ دهرا
وتمزّقتُ على أجفانِ عينيكِ ..
وقد مزّقتُ عمرا
وتلاشيتُ .. تلاشيتُ
وبعثرتُ ورودِ الياسمينْ
1967

من قصيدة الحظ المعلّق
********************
شاردةٌ انتِ ببحرِ الذهول
ماذا لك الدهشة كانت تقول ..؟
تحدّثين الغيبَ عن قصةٍ
ألغازهـــــا تختالُ بين الفصـولْ

1962
من قصيدة قبل أن ننتهي
********************
كلّ الذي أبصره في هذه العتمهْ
وجهكِ .. والبسمهْ
مللتُ يا حبيبتي ..
لا صوتَ لا كلمهْ
كان الهوى يغرقنا فيهِ
لكنّما النجمهْ
قد ذبلتْ وانسابت الظلمهْ
15/1/1963
من قصيدة أربع مرات معها
***********************
المرة الأولى
.............
كنّا معاً نسير حالمينْ
دروبُنا حنينْ
قلتُ لها في هذه اللقيا :
لو مرةً تبسمين
تبتسم الدنيا
..................................
لكنّها ما نبستْ بشيء
17/1/1963

من قصيدة مخاض الصمت
**********************
مزّقي أشرعةَ الصمتِ .. وقولي أيّ كلمهْ
امنحيني همسةً واحدةً تطفيء ناري
فلقد ضجّتْ بأعماقي عذابات انتظاري
إمنحي قلبيَ دفءَ الصوتِ ..،
مرّي في دروبِ الوهمِ بسمهْ
15/11/1962

·         شاعر وصحفي عراقي من جيل الرواد

أحفاد حائرون


 شعر: خالد الحلّي


حفيد
*****
أَنا .. أَنا .. أَنا
من أنتَ .. أينَ أنتْ؟
نبحثُ كلُّنا
وفجأة نسمعُ خَلْفَنا
صوتاً بلا صدى
يهمسُ بيننا:
نرسيسُ ماكانَ سوى سرابْ
تَلبَسُهُ أسطورةُ الضبابْ
ويرتدي مرآتَهُ العذاب
حفيدُه يعيشُ بيننا
مردداً
حين ينام حالماً
أنا
وصارخاً
حين يفيقُ خائباً
أنا
أنا .. أنا .. أنا

حفيدة
******
صوتُكِ أنتِ،
غيمةُ أحلامٍ لا تقهرها ريحْ
التاريخُ يسيرُ وراءكِ ملتاعاً وجريحْ
الماضي يتكرر كلّ صباحْ
والحاضرُ يتقهقَرُ كلّ مساءْ
والمستقبلُ
آهٍ .. كيف سيأتي المستقبلْ
والحاضر أعرجْ
يغمرُ عينيكٍ غموضٌ لا أعرفُ كيفَ يجيء
وبهمسٍ يأتي صوتُكِ
مرتعشاً ومضيءْ
لولايَ لما كانَ هنالكَ أرضٌ أو ماءْ
لولايَ أنا ما كانَ هنالك أحياءْ
فأنا أستلهمُ إيحاءات جذوري
ودمي ينبع من أنهار دماءِ الجدّة حواءْ

حفيدان
*******
من أينَ أتيتِ بظِلِكِ هذا وأنا لا أملكُ ظلاً؟
قالت: إنّي لا أبصرُ ظلي
هل إنّي لي ظلٌ حقاً؟
دارا حولَ شعاعِ الشمسِ، ودارا حول ضفاف الأنهارِ، فما وجدا أيّ ظلالْ
قال لها اني أبصرُ ظِلَكِ
ظِلُكِ ما زال يطوقني
قالتْ لا تكذبْ يا اِبن الأجدادْ
أنسيتَ بأن الجَدّ الأكبرَ آدمَ
حطّ على الأرضِ مع جدتنا الأولى حواءْ
دونَ ظلالٍ
دونَ غطاءْ
أنسيتَ بأنّا ما زلنا وسنبقى بين عدادِ الأحفادْ؟!

 

 


ورائي .. وأمامي


شعر: خالد الحلّي

 

لجوء مائي
**********
من بلد اللامنطقِ واللامعقولْ
ساقتني خطواتي نحو المجهولْ
الموتُ ورائي
والبحرُ إزائي
لا أعرفُ أيّ سفينةِ
أو أيّ بحارْ
قدري المسلوبُ سيختارْ

غريبان
*******
غريبةٌ أنتِ وإنّي غريبْ
ضاعت بنا الأرضُ .. وهام الزمانْ


جدران مائلة
***********
جدران تشرب من دميَ الأحزانْ
دميَ الظمآنْ
يبحثُ عن مرفَأٍ دفٍ وحنانْ
جدرانٌ مائلةٌ
يرفضها كلُّ زمانْ
ويشتتُ وقعَ خطاها كلُّ مكانْ
تحتلُ رؤايَ وتخنقها
جدرانٌ تبقى مائلةً
وأنا أجهلُ كيف أميلْ
جدرانٌ مائلةٌ
أهربُ منها وتلاحقني
جدرانٌ تشربُ من فميَ الأحزانْ
و دمي الظمآنَ
سيظلُّ
يظلّ
بحزنِ رؤاه يسيلْ
مندهشاً .. حيرانْ

سؤال
*******
أسألُ مذهولاً : - أين أنا ...؟
ولماذا جئت هنا ...؟

فضاء
******
في عُطاردْ
ربما يجلسُ في هذا الأوانْ
عاشقانْ ..
يهمسانْ ..
وبسلمٍ وأمانٍ يحلمان
فبهذا الكوكبِ المسرعِ جرياً
نجدُ الكلّ يحاربْ
دون أن يدري لماذا
إنه أقرب كوكبْ
لأراضي كوكبِ الأرضِ المعذّبْ
ولهذا ..
لم يعد يقبل موجاً أو رذاذا
ولهذا ..
يرتجي أن تصبحَ الأيامُ أعذبْ
ويصيرُ الكونُ أرحبْ

ملبورن 28/9/2019

 

 

 
الرئيسية || من نحن || الاذاعة الكندية || الصحافة الكندية || اتصل بنا