الرئيسية || من نحن || || اتصل بنا

 

  

أ.د.قاسم حسين صالح مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية

 

نوري المالكي تحليل سيكوبولتك

لثمان سنوات من حكمه(1(

أ.د.قاسم حسين صالح

مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية

 

توطئة

 في 15/6/2022 اعلن السيد مقتدى الصدر انسحابه من العملية السياسية بعد موافقة رئيس البرلمان السيد محمد الحلبوسي على استقالة نواب الكتلة الصدرية الثلاثة والسبعين بعد ازمة سياسية  استمرت اربعة اشهر من الانتخابات التشريعية ، عمد فيها  الثلث المعطل الذي يقوده الأطار التنسيقي الى الحيلولة دون تشكيل حكومة اغلبية وطنية كن قد دعى لها التيار الصدري.ومع تعدد اسباب انسحاب مقتدى الصدر ما اذا كان قرارا فرديا او تشاوريا مع مستشاريه ، او انه يريد ان يمنح الفرصة لمن وصفهم بالفاسدين لتشكيل حكومة يرى انها لن تدوم ستة اشهر، او انه يخطط بطريقة (نخبطها ونشرب صافيها)،او ان امرا او طلبا او تهديدا جاءه من جهة خارجية وانسحب مضطرا..فأن الجو السياسي خلا للأطار التنسيقي لتشكيل الكتلة الأكبر ، وان السيد نوري المالكي يعمل الآن لأن يكون هو رئيس وزراء الحكومة المقبلة.

المالكي..هل يصلح ثالثة؟

 كان السيد نوري المالكي قد كلفه رئيس الجمهورية الراحل جلال الطالباني في( نيسان 2006)  لرئاسة حكومة تنهي حالة جمود سياسي استمر شهورا بعد حكومة اياد علاوي المؤقته(2004-2005)وحكومة ابراهيم الجعفري (2005-2006) ،وتولى رئاسة

 الحكومة لثمان سنوات(2006 – 2014) واجه فيها احترابا طائفيا وحربا داعشية شرسة.

  ومع ان المالكي ما كان معروفا سياسيا او ذا شأن قبل عام (2003) ،وانه كان يعمل في مكتب حزب الدعوة بدمشق ويستلم راتبه من هذا الحزب،فان انصاره يرون فيه انه سياسي محنك وجريء وشجاع ، يكفيه انه صادق على حكم اعدام صدام حسين،  ورفض السماح للقوات الامريكية بالبقاء في العراق بعد عام( 2011).وانه انضم الى حزب الدعوة الاسلامية في سبعينيات القرن الماضي واصبح قياديا فيه في الثمانينات، وعمل بعد( 2003 ) متحدثا رسميا باسمه واتلاف احزاب الشيعة والائتلاف العراقي الموحد..ويعد من انشط السياسيين العراقيين بعد( 2003)،حيث استطاع الأنفصال عن الأئتلاف العراقي الموحد وتكوين ائتلاف جديد بأسم (ائتلاف دولة القانون)تمتع بقاعدة شعبية واسعة بين جماهير الشيعة،مكنته بالحصول على 89 مقعدا في انتخابات 2010 بفارق مقعدين عن ائتلاف (العراقية) الذي يقوده أياد علاوي. ويحسب له ايضا انه واجه احداث عنف طائفي هددت وحدة البلاد  وتمكن من تجاوز تهديدات خطيرة كادت ان تؤدي الى التقسيم واخرى كانت تستهدفه ، فان ما يحسب عليه هو في رأي خصومه ومحللين انه ارتكب ما يعد جرائم يعاقب عليها القانون اخطرها انهم يحملونه سقوط الموصل وفاجعة سبايكر وشيوع الفساد، فضلا عن اعترافه هو بالفشل السياسي ويغلفه بصيغة الـ (نحن) الشركاء.

 

 

ويتهم المالكي انه استخدم السلطة والمال في انتخابات اكد مراقبون انها رافقتها حملات تزوير وهدايا وشراء ضمائر ووعود ليبقى على كرسي الحكم ثانية.وهناك ما يؤكد ذلك، فحين جرى ترشيح حيدر العبادي (2014) لرئاسة مجلس الوزراء،وقف المالكي بالضد منه،واصفا اياه بأنه يمثل نفسه لا حزب الدعوة الذي هو أمينه.بل ان الامر وصل الى (تجييش) حزب الدعوة ضد ترشيح العبادي،وحملة (تثقيف) بأنه لا وجود للشيعة الا بوجود المالكي،مصحوبة بتهديد احدى القياديات فيه بقولها (ستكون شوارع بغداد دمايات ان ترشح احد غير المالكي).

وكان لهذا المأزق بعد سيكولوجي - سياسي خلاصته ان المالكي رأى في صاحبه العبادي أنه غدر به،واطاح بطموحاته التي صورت له انه زعيم من نوع فريد، واشعرته بخوف سياسي يهدد مكانته ان نجح العبادي فيما لم ينجح هو فيه.وهذه حقيقة ادركها العبادي نفسه حين شعر يومها بمخاوفه التي دفعته الى التصريح علنا في كربلاء( يريدون يقتلوني..خل يقتلوني). وكان العبادي متحررا من (عقدة الخليفة ) يوم سلّم رئاسة الوزراء بسلاسة لخلفه عادل عبد المهدي،فيما هي ما تزال تسكن في اعماق السيد المالكي الذي ما يزال يتصرف بها كما لو كان رئيس دولة في استدعائه بمكتبه لوزراء حكومة الكاظمي.

وثمة حقيقة مؤسفة ان الغالبية المطلقة من حكاّم العراق هم من جيل تجاوزه الزمن،ومع ذلك فان سيكولجيا الخليفة(البقاء على كرسي الحكم الى يوم يخصه عزرائيل بالزيارة) تتحكم بهم مع انهم اثروا..بملايين ومليارات وقصور ومولات وشركات،وان عليهم ان يتركوا الأمر لجيل الشباب، وتلك حقيقة يعترف بها السيد المالكي ويدعو في تصريحاته الى ان يتركوا قيادة البلد للشباب (لأنهم فشلوا وأنا منهم!- نص عبارته)..ولكن افعاله حتى في زمن حكومة الكاظمي تؤكد النقيض، والمفارقة الأكبر..انه يسعى الآن لرئاسة الحكم في العراق!.

  يتبع في الحلقة الثانية

*

Prof.Dr. Qassim Hussein Salih

Head of Iraqi Psychological Association

Mob.: +964 750 482 9116

          +964 770 251 1003

 

حكومة عقائدية!

 

أ.د. قاسم حسين صالح

 

توطئة

في (9 نيسان 2022 ) قال السيد نوري المالكي ..يجب أن تكون الدولة والحكومة مقدسة.

وفي اليوم نفسه قال السيد احمد الصافي النجفي ..الكتل السياسية لا تستجيب لدعوات المرجعية.

مقولتان متضادتان في يوم واحد لرئيس حزب الدعوة وممثل المرجعية الدينية، وعنهما تساءلنا في منشور:   العراقيون ..بمن يصدّقون ؟

وبنفس اليوم تساءلنا بمنشور آخر،ماذا يعني السيد المالكي بقوله:

 (ان العراق بحاجة الى حكومة عقائدية ،وان الحكومة الجديدة يجب ان تكون نزيهة وقوية في الدفاع عن مصالح الشعب).

اين ترى مشكلة المالكي والشعب العراقي متعدد الاديان والقوميات والعقائد؟ واين ترى مطالبته بحكومة نزيهة وقوية في الدفاع عن مصالح الشعب ،وقد ترأس حكومتين ثمان سنوات؟.

*

 من عادتنا أننا نستطلع رأي أكاديميين ومثقفين واعلاميين في قضايا فكرية وسياسية مثل هذه، اليكم والى السيدين احمد الصافي النجفي ونوري المالكي..نماذج منها:

·        الحاج قاسم التميمي:ألم تقرا ياسيد نوري كيف بنيت الدول ومن بناها! عن اية عقيدة تتكلم؟ .ألم تسمع عن ماليزيا ، سنغافوره،الهند،الصين،تركيا..لا علاقة لها باية عقيدة.انت تقول ما لا تعي  وتحمل عقلية ثارية.

·        مضر الموسوي:عن اي عقيدة يتحدث وقد حكم العراق بعقيدة الطائفية والشيطنه  والاستغلال،واعترف نهارا جهارا بفشله،ولم يندم على ما فعل،ولم يصحح مسيرته او يغير نهجه.رجل يتخبط وينتهز الفرص ويراوغ..بدد المليارات بمشاريع فاشلة واخرى للفوز بالانتخابات.

·        عادل مطشر:اعتقد انه يحاول ان يقول اشياء مختلفة،ربما لا يفهم ولا يعي ما يقول بدقة،فمن باب يدعو لحكومة الاغلبية ومن ثم يصر على التوافق ليشترك الجميع ،ثم حكومة عقائدية..لا ادري بعقيدة واحدة ام بمجموعة عقائد كي تتسق مع التوافق الذي يصر عليه بعد ان امضى ثمان سنوات اعترف في نهايتها بالفشل الذريع علانية وعلى الفضائيات!

·        د. سلام جياد:ان فرعون استخف قومه فاطاعوه انهم كانوا قوما فاسقين.العلة ليست بالمالكي بل بالشعب الخانع الذي تم تدجينه وقبوله بالمهانه.

·        حكمت سليم :ما الذي يقصده بإقامة حكومة عقائديه؟والجميع يعرف بأن العقائديه عند المؤمن المالكي وفكر حزب الدعوه  مرتبطه بظهور المهدي المنتظر،اي يجب أن تكون هذه الحكومه عقائديه تهيئ الظروف لاستقبال جيش المهدي ولا تهمها المشاريع والخدمات.

·        مظفر المنصور: المالكي مسؤول الاول عن كل الفساد والفقر  وعدم وجود خدمات واعمار  وبناء ومشاريع وعمران وتبليط وتنظيم..اي عقائدية وانتم حولتموها طائفية قوية وجعلتم العراق تابعا لايران ضعيفا وسوقا لبضائعها!

·        د. أمل المخزومي:الحقيقة مصالح وضحك على الشعب،وتخدير اعصاب هذا الشعب الجائع المسكين.كفى ظلما لأطفال العراق والعيد قادم وذنب الطفل ودمعته برقابكم جميعا.

·  عطية شلال:مصالحهم تجعلهم متناقضين،لأن للمرجعية رأى فيهم دعتهم اكثر من مرة الى انقاذ البلد وهم غير مبالين لها.

·          محسن الخفاجي الحلي:المرجعية الدينية بما تمتلك من ثقل ديني عليها أن تقف مع الشعب المغلوب على أمره بسبب ظلم وفساد الاحزاب الحاكمة التي تدعي التدين والعدل،ولايكفي أن تكررعبارات غير واضحة بنقد الحكومات المتعاقبةوعدم استقبال الساسة..والآن كأنها استغلت جائحة الوباء فرصة للابتعاد عن أزمات وهموم الفقراء..وفي القرآن الذي هو دستور المسلمين آية تجاهلها الطرفان الحكّام والمرجعية..والتي تقول (قفوهم فهم مسؤولون)!

      نسخة منه للطرفين.. اينكم من كتاب الله..مع جل احترامنا للمرجعية.

الحكومة العقائدية..لا تصلح للعراق

   في مراجعتنا للأدبيات الأسلامية وجدنا ان العقيدة تعني اصطلاحا الإيمان الجازم،والحُكم القاطع الذي لا شكَّ فيه، فهي ما يؤمن به المسلم ويتَّخذه مذهباً ويربط قلبه وضميره به ويتّخذه ديناً،وتُسمّى عقيدة سواءً كان هذا الاعتقاد صحيحاً أم باطلاً،فيما تعني في الاصطلاح الشرعي.. الامور الدينية  التي يجب على الفرد الايمان بها بقلبه  وبيقين لا يتطرق له الشك.

 ولا نريد  الأستطراد، ففيه تكثر الاجتهادات والاختلافات  بقدر ما نريد الوصول الى ان العقيدة هي الأساس الذي يقوم عليه الدِّين،فيما الأيديولوجيا هي الاساس الذي تقوم عليه السياسة..والفرق كبير بين العقيدة بمفهومها الديني والأيديولوجيا بمفهوم علم الاجتماع السياسي.

مشكلة المالكي

  في مقولته هذه تحديدا(حكومة عقائدية) يتحدث السيد المالكي وكأن الأربعين مليون عراقي كلهم مسلمون فيما هم متعددو الأديان والعقائد،وانهم كلهم عرب فيما هم متعددو القوميات،وأنهم كلهم شيعة فيما هم متعددو الطوائف والمذاهب..وعقلية قائد سياسي كهذا لا تختلف عن عقلية حاكم دكتاتوري او رئيس حزب حاكم يريد فرض فكر وعقيدة حزبه على الناس..كما فعل صدام في نهجه بـ(تبعيث العراقيين).

  والرجل متناقض،فهو يدعو الى تشكيل حكومة( نزيهة  تخدم مصالح الشعب)..فيما انعدام النزاهة في عهد حكمه (2006 - 2014 )هي اسوأ وأقبح  ما شهده العراق بتاريخه السياسي.. نسوق له ولكم ما ذكرته صحيفة واشنطن بوست بعددها الصادر  في (23/ 9/ 2008) بان 13 مليار دولار من اموال الاعمار في العراق اهدرت او نهبت عبر مشاريع وهمية  وعناصر فاسدة في الحكومة العراقية، فيما نسبت  الاذاعة البريطانية  ( بي بي سي في 28 /9/ 2008 ) الى لجنة تخصصية في حكومة المالكي، وجود ثلاثة الاف حالة فساد مالي موثقة بادلة قاطعة.  وباعترافه هو في كلمته امام مجلس محافظة بغداد في( 20 /9/ 2008  )قال المالكي بالنص:  (كثيرا من المسؤولين قد اثروا كثيرا)، واعلن عبر الفضائيات ان لديه ملفات للفساد (لو كشفها لانقلب عاليها سافلها)،ولأنه لم يكشفها فأنه يعد خائن امانة وفق العقيدة الاسلامية التي توجب على الراعي ان يكون مؤتمنا على اموال الرعية.

 وتتعدد تناقضات الرجل وأسوأها أن اقواله لا تطابق افعاله(*).

المرجعية

  المتابع لمواقف المرجعية يخلص الى انها ما كان لها موقف ثابت ،مثال ذلك انها نصحت السياسيين ثم توقفت عن نصحهم بعد ان (بح صوتها) ثم عادت تنصح ثم توقفت.

  وبين خطابين للمرجعية في شهرين،حصل تحول كبير في موقفها من الطبقة السياسية.ففي (10 مايس 2019) القى الشيخ عبد المهدي الكربلائي في اول يوم جمعة من شهر رمضان دعى فيها الى الصبر واللجوء الى  الله والاعتقاد (بأن  لي ربّ قادر وحكيم ورحيم وعطوف بي وحنون عليَّ هو سيعينني على ان اتجاوز هذه المشاكل والازمات ).وفي جمعة (9آب 2019) القى الشيخ احمد الصافي خطبة فيها تساؤلات من جزع ونفد صبره..عن اموال بـ(أرقام مرعبة)..اين ذهبت؟..ختمها بتساؤل استفهامي كبير: هل من مجيب؟)

   ان العراقيين،والشيعة بشكل خاص، كانوا يرون الخلاص على يد المرجعية،وانهم وصلوا بعد صبر (19) سنة الى نتيجة هي: ان المرجعية قد خذلتهم..وهذا يعني سيكولوجيا:ان الانسان الذي يفقد آخر وسيلة للخلاص من موقف او محنة يعيشها يصل الى اليأس وحالة العجز التام..وأنهم وصلوها واسلموا امرهم الى الله. فيما يرى البعض أن نفس المرجعية طويل، وانه سيكون لها موقف مشهودا يسجله التاريخ،وهو بالضد من موقف كثيرين يرون ان مصالح وامتيازات المرجعية مرهونة ببقاء حكومة شيعية بهوية اسلامية،وان الحال سيبقى على حاله الى يوم يبعثون!

ولا تعجب ان ظهر السيد المالكي بعد ايام يدعو لتشكيل حكومة تقدمية (فيها شيوعيون!) كان حزبه قد وصفهم بأنهم كفره وزنادقه..وأن تعلن المرجعية انها غسلت يديها نهائيا من السياسة والسياسيين،وتعود لتبارك او ترفض من سيتم ترشيحه لرئاسة الحكومة الجديدة!  

 ملحوظة:

* للمزيد عن شخصية السيد نوري المالكي،في كتابنا (الشخصية العراقية في نصف قرن)..وللمزيد عن المرجعية ، في كتابنا (العراقيون بين حسينيين وتشرينيين).

*

 

 

 

 
الرئيسية || من نحن || الاذاعة الكندية || الصحافة الكندية || اتصل بنا