الرئيسية || من نحن || || اتصل بنا

 

  

قال وزير الثقافة إن هذه الشهادات هي "التقارير الحقيقية عمّا يحدث في غزة" (بديعة زيدان)

 

"كتابة خلف الخطوط"... شهادات عن يوميات غزة وسط العدوان الإسرائيلي

رام الله  بديعة زيدان  (العربي الجديد)

 

أربع مرات حاول الروائي الفلسطيني، سعيد محمد الكحلوت، تسجيل فيديو لنفسه في غزة. في المرة الخامسة نجح وتمكن من إرساله إلى وزارة الثقافة الفلسطينية في رام الله، ليكون واحداً من عدد من الكتاب والكاتبات الفلسطينيين في غزة الذين قدموا مداخلات مصورة عن يومياتهم وسط حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وذلك خلال إطلاق كتاب "كتابة خلف الخطوط: يوميات الحرب في غزة"، من متحف ياسر عرفات، اليوم الثلاثاء.

وقال سعيد محمد الكحلوت: "كانت ثمة أربع محاولات تصوير، أفشلتها زخّات المطر، وصراخ الأطفال النازحين وبكاؤهم، حتى أقنعت أحد الجيران بأن أسجل الكلمة هذه على سطح منزله، بعدما أخبرته أن الكلمة ستبث في حفل توقيع كتاب، لكنه يبدو أنه استهجن أن الأمر يتعلق بكتاب، وكتابة، وحفل... حقيقة أنا أعذره، كمواطن في غزة مُعرّض للقتل في كل لحظة... لكن التسجيل حصل، ولا أعرف كيف سأرسله، فالإنترنت هنا ضعيف جداً، وغالباً غير متاح، وإن وجد فإن سرعته لا تتجاوز سير سلحفاة عجوز على حافة العتبة، لكني سأحاول وأحاول علّ الصوت الفلسطيني يتجاوز حدود الزمان والمكان التي تفرضها الحرب علينا".

الباحث والناقد ناهض زقوت شارك أيضاً في نقل هذه اليوميات، وتحدث من أمام خيمة في رفح عما يعانيه وأهل غزة، وما ورثوه من نكبات وتهجير، عايشها أجدادهم عام 1948، ويعيشونها هم وأولادهم وحتى أحفادهم اليوم، فيما كان صوت "الزنّانة" يرافق صوته في الفيديو المسجل.

وتنقلت الناشطة الثقافية آلاء عبيد بين أكثر من منزل، كما الكثيرون من سكّان غزة وسط العدوان الإسرائيلي المتواصل، من حي الشجاعية إلى حي النصر في غزة، ثم إلى الجنوب، في ظروف شديدة الصعوبة، لا سيما أن والدتها، كما العديد من المسنّين، رفضت مغادرة منزلها. انطلقت عبيد في رحلة البحث عن مكان آمن لطفليها، لتكتشف أن لا مكان آمناً في قطاع غزة. تحدثت عن مسكنها المؤقت في خانيونس، حيث لا كهرباء ولا ماء، وعن اختطاف عشرات الشبّان وبينهم شقيقها، لتواصل رحلة النزوح ذهاباً وإياباً، في رحلة بحث عبثية عن مأمن من شمال القطاع إلى جنوبه، لافتة إلى أنها تنقلت ما بين سبعة إلى ثمانية مواقع، ولا تزال، لتختم بأن "أهل غزة يحبّون الحياة، ويستحقونها"، وبأنها "تتمنى أن يصل ما كتبته وغيرها إلى العالم كله".

وقدّم كل من الروائي محمود عساف، والروائية إيمان الناطور، والروائي كمال صبح، شهادات مصوّرة أيضاً تراوح الحديث فيها عن واقع الحال فيما عايشوه ويعايشونه في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، وما بين الكتابة كفعل مقاومة وصمود. الروائية نعمة حسن قدمّت الشهادة المصوّرة الأخيرة من بين ست شهادات اشتمل عليها حفل إطلاق الكتاب، وتحدثت ببراعة عن فكرة تحوّل المعاني وتبدّلها في فترة الحرب، ما استدعى قاموساً جديداً للبحث في دلالاتها.

بدوره، لفت وزير الثقافة الفلسطيني الروائي عاطف أبو سيف، وله مقدمة هي شهادة على بعض مما عايشه على مدار خمسة وثمانين يوماً قضاها في غزة في ظل العدوان الإسرائيلي، إلى أن غالبية المشاركين الـ25 من كتّاب وفنانين ومديري مؤسسات كتبوا هذه الشهادات من داخل خيامهم أو أماكن لجوئهم في المدارس والمشافي، في رحلة نزوحهم المتواصلة منذ أكثر من أربعة أشهر، واصفاً ما كتبوه بـ"التقارير الحقيقية عمّا يحدث في غزة"، مشيراً إلى أن بعض هذه النصوص كتب بخط اليد وأرسل مصوّراً، وبعضه أرسل على شكل رسائل قصيرة، أو عبر رسائل صوتية، وبعضها كتب على برامج في الهاتف المحمول.

وكشف أبو سيف، لـ"العربي الجديد"، أن جزءاً ثانياً من الكتاب سيصدر خلال نهاية الشهر الحالي أو في مارس/آذار المقبل، ليضم شهادات مائة كاتب وفنان.

وعرض أبو سيف من خلال سلسلة مقالات نُشرت في موقع وصحيفة "العربي الجديد" يوميات الحرب في قطاع غزّة.

والكتاب يشتمل على شهادات لكتّاب وفنّانين، هم: الشاعرة فاتنة الغرّة، والشاعرة وهند جودة، والممثل والمخرج علي أبو ياسين، والقاصة وكاتبة أدب الأطفال جيهان أبو لاشين، والناشطة الثقافية آلاء عبيد، والروائي والمخرج المسرحي والسينمائي مصطفى النبيه، والروائية ديانا الشناوي، والشاعرة نعمة حسن، والشاعر يوسف القدرة، ومخرجة الأفلام الوثائقية ريما محمود، والشاعر والناقد طلعت قديح، والكاتب والروائي سعيد أبو غزة، والشاعر ناصر رباح، والروائية إيمان الناطور، والكاتب والباحث ناهض زقوت، والكاتبة المتخصصة في أدب الفتيان سماهر الخزندار، والروائي والأكاديمي حسن القطراوي، والروائي كمال صبح، والكاتب محمود عساف، والقاص سعيد الكحلوت، والصحافية ميسون كحيل، والشاعرة مريم قوش، والفنان التشكيلي ميسرة بارود، بالإضافة إلى شهادة ومقدمة لوزير الثقافة الروائي عاطف أبو سيف.

 

(العربي الجديد)

 
الرئيسية || من نحن || الاذاعة الكندية || الصحافة الكندية || اتصل بنا