الرئيسية || من نحن || || اتصل بنا

 

  

ما الهدف من تسريب السيناريو القادم

سيناريو أميركي: حرب عالمية مصغرة في أوكرانيا والبحر الأسود

السيناريو الذي تحدث عنه بترايوس هو سيناريو الجيش والمخابرات وليس انطباعات شخصية.

 

واشنطنحذر المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية والجنرال المتقاعد ديفيد بترايوس الأحد من أن الولايات المتحدة وحلفاءها سيدمرون القوات والمعدات الروسية في أوكرانيا وسيغرقون أسطولها في البحر الأسود إذا استخدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أسلحة نووية في البلاد.

ويقول محللون إن كلام بترايوس لا يمكن النظر إليه على أنه مجرد انطباعات شخصية، فهو يعبر عن توجه لدى الأوساط العسكرية والاستخبارية الأميركية ذات التأثير العميق داخل مؤسستي الجيش والاستخبارات وداخل مؤسسة الكونغرس، حيث يلعب العسكريون المتقاعدون الدور الأبرز في تحديد الإستراتيجيات الأميركية الخارجية.

ماركو روبيومعظم المخاوف بشأن هجوم روسي داخل أراضي الناتو تحوم على سبيل المثال حول مطار في بولندا أو نقطة توزيع أخرى

ويرى المحللون أن ما ذكره بترايوس، الذي يمكن وصفه بأنه أخطر متقاعد أميركي، هو عنوان للسيناريو الأميركي للمرحلة الثانية من الحرب في أوكرانيا خاصة أن إدارة الرئيس جو بايدن قد كثفت من دعمها العسكري والاستخباري لكييف وهي من تقف وراء المكاسب الميدانية الأوكرانية الأخيرة، وتعرف أن روسيا لن تقبل بالخسارة من خلال الحرب التقليدية الدائرة حاليا، وأنها لم تترك لها من خيارات غير اللجوء إلى أسلحة نووية محدودة التأثير لتغيير وجه المعركة.

ولا شك أن الخبراء العسكريين والإستراتيجيين سيأخذون مأخذ الجد تصريحات بترايوس، وهو الضابط المحترف ابن عصر ما بعد الحرب الباردة وقائد العمليات في العراق وأفغانستان والشرق الأوسط ثم مدير السي أي إيه، ما يجعله عارفا بمختلف التفاصيل، وهو ما كشفت عنه إشاراته إلى العقد اللوجستية في الدول المحيطة وفرصة تدمير أسطول البحر الأسود.

وطرح بترايوس في حديث جمعه بمحطّة “إيه بي سي نيوز” النهج المحتمل. وقال “سنرد من خلال قيادة الناتو بجهد جماعي من شأنه القضاء على كل قوة تقليدية روسية يمكننا رؤيتها وتحديدها في ساحة المعركة في أوكرانيا وشبه جزيرة القرم وكل سفينة في البحر الأسود”.

وقال بترايوس في رده على سؤال عمّا إذا كان استخدام روسيا للأسلحة النووية في أوكرانيا سيجذب أميركا وحلف شمال الأطلسي إلى الحرب إنه “لن يكون تحرّكا يؤدي إلى اعتماد المادة 5 من التحالف التي تدعو إلى دفاع جماعي، حيث أن أوكرانيا لا تنتمي إلى الناتو”. لكنه أكد أن الولايات المتحدة والحلف سيوجّهان ردا على التحركات المحتملة لبوتين.

وذكر أنه إذا امتد التأثير إلى دول الناتو فربما يتمّ اعتبار ذلك هجوما على عضو في الحلف تحت مظلة المادة 5.

وليس مستبعدا أن يكون بترايوس قد كلف بتسريب هذه الخطة في سياق الضغوط على روسيا وإرباكها وخلق مناخ دولي مهيأ لاتجاهات الحرب.

الخبراء يأخذون مأخذ الجد تصريحات بترايوس قائد العمليات في العراق وأفغانستان والشرق الأوسط ومدير المخابرات

وفي محاولة للإيحاء بأن ما يقوله مجرد موقف شخصي، قال الجنرال المتقاعد إنه لم يتحدث إلى مستشار الأمن القومي جيك سوليفان بشأن الرد المحتمل على التصعيد النووي الروسي الذي تم إعلام موسكو به مرارا وتكرارا بحسب ما يقول مسؤولون أميركيون.

وجاء كلام بترايوس بعد أيام من تعبير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن وجهات نظر فسّرها الكثيرون على أنها تهديد بحرب أكبر بين روسيا والغرب، وتحذيره من أنه لم يخادع عندما قال إنه سيكون جاهزا لاستخدام أسلحة نووية للدفاع عن روسيا.

واضطر الكرملين للدخول في الجدل بشأن الحرب النووية، وقال في بيان له الثلاثاء إنه لا يريد المشاركة في “الأحاديث النووية” التي يطلقها الغرب.

وذكرت صحيفة “تايمز” الاثنين أن حلف شمال الأطلسي حذّر الأعضاء من أن بوتين سيجري تجربة نووية على حدود أوكرانيا، وأن روسيا نقلت قطارا يعتقد أنه مرتبط بوحدة بوزارة الدفاع مسؤولة عن ذخائر نووية.

ومع تصاعد الضغط على بوتين بعد المكاسب الأوكرانية في شرق البلاد بموجب إعلان الضم الأسبوع الماضي وتزايد مقاومة جهود التعبئة داخل روسيا، قال بترايوس إن زعيم موسكو “يائس”، وهو ما قد يدفعه إلى خيار الحرب النووية.

ويعتقد السيناتور الجمهوري ونائب رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ ماركو روبيو أنه من الممكن تماما أن يضرب بوتين نقاط الإمداد حيث تدخل إمدادات الأوروبيين والأميركيين إلى أوكرانيا، بما في ذلك من بولندا.

وأقر السيناتور بالتهديد النووي، وقال لشبكة “سي أن أن” إن معظم المخاوف بشأن “هجوم روسي داخل أراضي الناتو تحوم على سبيل المثال حول مطار في بولندا أو نقطة توزيع أخرى. وسيتعين على الناتو الرد عليها”. وصرّح بأن كيفية الاستجابة ستعتمد على “طبيعة الهجوم وحجمه ونطاقه”.

لكنّ محللين يقللون من فكرة أن الغرب سيتدخل بسرعة في حال غامرت روسيا بشأن شن هجوم نووي، معتبرين أن الأمر صعب بالنسبة إلى الأميركيين الذين يحسبون كل خطواتهم بشكل لا يجعل الأمور تخرج عن السيطرة.

وقال دانيال جوري، المحلل العسكري ونائب رئيس مركز ليكسينجتون الأميركي للأبحاث، “لا شك أن مثل هذه الخطوة سوف تقوض الدعم الغربي لكييف، في ضوء أنه من المؤكد تقريبا أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لن يردا بالمثل. كما أنه من الممكن أن تؤدي هذه الخطوة إلى انهيار الناتو”.

وأضاف جوري في تحليل نشرته مجلة “ناشونال إنتريست” الأميركية أن القادة الغربيين والخبراء العسكريين لطالما فكّروا في احتمال أنه في حال فشلت موسكو في حملتها التقليدية ضد أوكرانيا، فسوف تلجأ إلى استخدام الأسلحة النووية. وذلك الاحتمال أصبح الآن شبه مؤكد.

المصدر :  جريدة (العرب) لندن

 
الرئيسية || من نحن || الاذاعة الكندية || الصحافة الكندية || اتصل بنا