الرئيسية || من نحن || الاذاعة الكندية || الصحافة الكندية || اتصل بنا

 

 

"ما تحت الطاولة يختلف عما فوقها".. موالون لإيران "يتحركون" لإبعاد الكاظمي قبل الانتخابات

 

الحرة / خاص - واشنطن

كشف مصدر سياسي عراقي رفيع، عن تحركات تقوم بها قوى موالية لطهران لإزاحة رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي عن سدة الحكم، في خطوة يرى مراقبون أنها ستقتصر فقط على "التصعيد الإعلامي"، ولن تؤدي لتغيير جذري في المنظومة الحاكمة في البلاد.

ووفقا للمصدر الذي تحدث لـ"موقع الحرة" شريطة عدم كشف هويته، فإن عرابا التحركات الرامية لإبعاد الكاظمي، هما زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي ورئيس تحالف الفتح هادي العامري، وكلاهما حليفان قديمان لإيران.

وأضاف المصدر،  أن تحالف سائرون بزعامة مقتدى الصدر، يمتلك نفس الرؤية أيضا في ما يتعلق باستمرار الكاظمي بسدة الحكم.

وذكر أن زيارة المالكي الأخيرة لطهران جاءت للترويج لنفسه وتنسيق الجهود مع إيران من أجل إزاحة الكاظمي، والتحضير للانتخابات المبكرة المقررة في يونيو المقبل.

المصدر أشار إلى أن "كتل الفتح وسائرون ودولة القانون، باتت تتحرك بالضد من الكاظمي، وأبلغته بذلك رسميا في اجتماع جرى مؤخرا في بغداد مع القوى الشيعية".

الاجتماع شهد، وفقا للمصدر، "وضع شروط للكاظمي من أجل الاستمرار، ومنها عزل عدد من مساعديه المقربين كمدير مكتبه رائد جوحي ومستشاريه مشرق عباس وكاظم السهلاني، واستبدالهم بجدد، وبخلافه سيمضون قدما في إجراءات عزله داخل قبة البرلمان أو إجباره على الاستقالة".

وأجرى المالكي زيارة لطهران الأحد الماضي التقى فيها مسؤولين كبارا وفقا لوسائل إعلام إيرانية، من دون أن يتم توضيح سبب الزيارة أو جدول أعمالها.

وفي هذا الإطار يؤكد السياسي والنائب العراقي السابق وائل عبد اللطيف وجود هذه التحركات، التي أشار إلى أن "المالكي يقودها خلف الكواليس للإطاحة بالكاظمي".

ويضيف عبد اللطيف لموقع "الحرة" أن التحركات انطلقت بعد حملة الإصلاحات الرامية لملاحقة الفاسدين التي بدأها رئيس الوزراء العراقي"، مشيرا إلى أن "المالكي استبق هذه الحملة لأنه يعتقد أنها ستطال مقاولين فاسدين مرتبطين بائتلاف دولة القانون".

ويعتقد عبد اللطيف أن المالكي وباقي حلفاء طهران في العراق "يخططون لإزاحة الكاظمي قبيل حلول موعد الانتخابات المبكرة، لاعتقادهم أنه عازم على تشكيل كيان سياسي بالتعاون مع الرئيس العراقي برهم صالح والمحتجين"، لسحب البساط من القوى السياسية الموالية لإيران.

و يرجح عبد اللطيف  أن تخرج زيارة المالكي لإيران بمجموعة مقررات من بينها "تحريك الفصائل المسلحة الموالية لإيران لزيادة الضغط على الكاظمي ومنعه من إكمال برنامجه الحكومي".

وأنشأ الكاظمي في أغسطس لجنة لمكافحة الفساد، وأتاح لجهاز مكافحة الإرهاب توقيف مسؤولين كبار في هذا السياق.

ويصنف العراق ضمن أكثر 20 دولة فسادا في العالم وفقا لمنظمة الشفافية الدولية، فقد اختفت حوالي 450 مليار دولار من الأموال العامة في جيوب السياسيين ورجال الأعمال المشبوهين منذ عام 2003.

وتعد فترة حكم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، التي استمرت من 2006 وحتى 2014، الأكثر إثارة للجدل، لأنها شهدت ميزانيات بمئات مليارات الدولارات.

وتولى الكاظمي منصبه في مايو الماضي، ليصبح ثالث رئيس للوزراء خلال فترة من الفوضى استمرت عشرة أسابيع وأعقبت احتجاجات دامية دامت شهورا في العراق الذي أنهكته عقود من العقوبات والحرب والفساد والتحديات الاقتصادية.

وخلال الأشهر الماضية اتخذ الكاظمي مجموعة من الإجراءات للسيطرة على السلاح المنفلت، وإنهاء الفساد الذي ينخر في جميع مؤسسات الدولة ويساهم في تضخيم الموارد المالية للأحزاب السياسية والميليشيات.

"ما تحت الطاولة يختلف عما فوقها"

ويرى أستاذ الفكر السياسي في كلية العلوم السياسية بجامعة الكوفة، إياد العنبر، أن "الكاظمي يحاول تقديم نفسه كرجل دولة في حكومة تختلف عن الحكومات التي سبقتها والتي كانت محكومة بتوازنات الطبقة السياسية القابضة على سدة الحكم في البلاد".

ويضيف لموقع "الحرة" أن "النموذج الذي يحاول رئيس الوزراء العراقي تقديمه لن يصمد أمام الواقع على الأرض، خصوصا أن اللعبة السياسية في العراق محكومة بذات الطبقة التي جاءت بالكاظمي لسدة الحكم".

ولا يعتقد العنبر أن الكاظمي سيحاول تجاوز الاتفاقات التي جاءت به للسلطة ويحدث زعزعة في علاقاته مع أركان هذه المنظومة المتمثلة بالمالكي والعامري.

ويشير إلى وجود "تجاذبات ونوع من التصعيد الإعلامي بين الطرفين، لكنها على الأرض لم ولن تنعكس على أي مستوى، هم يدركون تماما أن هناك مفاصل لا يمكن للكاظمي تجاوزها".

ويرى العنبر أن "ما تحت الطاولة، هو رسائل إيجابية بين هذين الطرفين، وما فوقها هو مجرد استعراضات للمواقف السياسية من أجل كسب التعاطف الشعبي ومحاولة تقديم نموذج سياسي يظهر للشارع أنه يختلف عن الحكومات السابقة لا أكثر ولا أقل".

وبشأن تحركات المالكي الأخيرة يرى العنبر، أن هذا الرجل "يحاول أن يقوم بخطوات استباقية لمنع أي زعزعة بوضعه الحالي أو منظومته التي بناها خلال ثمان سنوات والتي شابها الكثير من سوء الإدارة والفساد".

وأضاف أن "المالكي يدرك تماما أن حظوظه بالعود للسلطة أصبحت ضربا من الخيال، لكنه يحاول أن يبقى كركن أساسي من أركان التوازنات ومعادلة السلطة".

 المصدر : قناة الحرة - واشنطن

 

 

 
الرئيسية || من نحن || الاذاعة الكندية || الصحافة الكندية || اتصل بنا