الرئيسية || من نحن || || اتصل بنا

 

  غوتيريس خلال مؤتمر صحافي في نيويورك (Getty)

 

غوتيريس يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة قبل وقوع "مأساة رهيبة" برفح

غوتيريس: نصف سكان قطاع غزة دُفعوا إلى مدينة رفح

أونروا تلعب دوراً أساسياً وحيوياً لا يمكن الاستغناء عنه

نيويورك   ابتسام عازم  (العربي الجديد) لندن

شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس على وجوب التوصل إلى وقف إطلاق نار إنساني قبل وقوع "مأساة رهيبة في مدينة رفح المهددة بعملية عسكرية إسرائيلية"، لافتاً إلى أنه يبذل كل ما في وسعه من أجل وقف إطلاق نار إنساني ومستدام، ومن أجل تعبئة منظومة الأمم المتحدة لتقديم المساعدات الممكنة لغزة.

وأوضح غوتيريس، في مؤتمر صحافي عقده بولاية نيويورك الأميركية الخميس، أن نصف سكان قطاع غزة دُفعوا إلى مدينة رفح. وأضاف أن "سكان غزة أُجبروا على التوجه نحو مدينة رفح، وأن ذهابهم إليها لم يكن بإرادتهم".

وتابع: "يجب التوصل إلى وقف إطلاق نار إنساني قبل أن تكون رفح مسرحاً للمأساة الرهيبة التي شهدناها سابقاً في خانيونس وأجزاء أخرى من غزة".

وأردف: "سأواصل العمل بإصرار من أجل حصول الشعب الفلسطيني على دولته الخاصة وإنهاء الاحتلال". وشدد غوتيريس على ضرورة اتخاذ خطوات حقيقية وملموسة نحو حل الدولتين على أساس قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي والاتفاقات السابقة

ورداً على سؤال لمراسلة "العربي الجديد" حول الدور غير المحايد الذي تلعبه الولايات المتحدة، وخاصة أنها تدعم بمليارات الدولارات إسرائيل وعملياتها العسكرية في الوقت الذي قطعت فيه المساعدات عن أونروا، قال: "الكل يعلم أن الولايات المتحدة حليفة لإسرائيل، ولقد قال جميع القادة ذلك، الإسرائيليون والأميركان، وهذا واضح".

وأردف: "لكن ما شهدته بنفسي أن الولايات المتحدة مارست ضغوطاً على إسرائيل في ما يخص المساعدات الإنسانية. أتذكر عدة اتصالات هاتفية أجراها الرئيس بايدن مع رئيس الوزراء نتنياهو (للتدخل) وحل مشكلات كانت لدينا على الأرض، ولم نتمكن من حلها بأنفسنا".

وتابع: "يمكنني أيضًا أن أشهد أنه كانت هناك ضغوط واضحة من قبل الولايات المتحدة من أجل الاحترام الكامل للقانون الإنساني الدولي، لكن هذا لا يغير حقيقة أن الولايات المتحدة هي حليف لإسرائيل". 

شبح المجاعة في غزة

وتوقف غوتيريس عند معاناة الغزيين محذراً من تدهور المزيد من الأوضاع. ولفت إلى أنه بالإضافة إلى الدمار والموت بسبب العمليات العسكرية، فإن شبح "المجاعة والأمراض تعصف بالفلسطينيين في غزة".

وتحدث أيضاً عن منع وتأخير وعرقلة إسرائيل عمليات الإغاثة على الرغم من السماح لبعضها بالمرور، مشيراً إلى تعرض قوافل ومنشآت الأمم المتحدة لإطلاق النار. 

قرارات محكمة العدل الدولية

وعبر الأمين العام عن دعمه الكامل لمحكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة. وحول قرارها الأولي الذي اتخذته في القضية المرفوعة من جنوب أفريقيا ضد إسرائيل بتهم ارتكاب جرائم إبادة وقرارها قبول الدعوى، قال غوتريس: "نعتقد أن المحكمة هي الجهة المناسبة للبت في هذه القضية، لقد أيدنا قرارات محكمة العدل الدولية، ونعرب بوضوح عن ضرورة تنفيذ جميع تلك القرارات.. وعندي ثقة كاملة بأن المحكمة ستكون قادرة على التصرف إذا لم تُنفّذ تلك القرارات بشكل صحيح". 

وأضاف: "لقد قلت بوضوح إننا نشهد انتهاكات للقانون الدولي الإنساني، ليس فقط من قبل إسرائيل، ويجب أن تتوقف تلك الانتهاكات"، مشدداً على أن أعداد الضحايا والقتلى والدمار الذي تشهده غزة غير مقبول".

ورداً على سؤال حول رسالته للإسرائيليين، قال: "أنا داعم قوي لحق إسرائيل بالعيش في سلام وأمان وحاربت معاداة السامية بشدة، ولكني ملتزم أيضاً بالعمل من أجل أن يتمكن الفلسطينيون من إقامة دولتهم وحقهم في تقرير المصير ونهاية الاحتلال". 

لا بديل عن أونروا

وشدد غوتيريس على أنّه "من غير الممكن" استبدال وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، التي قطع العديد من المانحين الرئيسيين التمويل عنها بناء على اتّهامات إسرائيلية.

وردّاً على سؤال عن الفكرة التي طرحها البعض بتحويل الأموال المخصّصة لأونروا إلى وكالات أخرى تابعة للأمم المتّحدة، أعلن غوتيريس رفضه القاطع لهذه الفكرة.

ومضى قائلا: "لا يمكن استبدال عمل أونروا في غزة"، موضحاً أنّ "العمود الفقري لتوزيع المساعدات الإنسانية الأممية في غزة يتكوّن من موظفي أونروا الـ3000 المكرّسين للاستجابات الطارئة".

وتوظّف أونروا حوالى 13 ألف شخص في قطاع غزة، لكنّ عدداً كبيراً منهم يعملون في قطاعات أخرى مثل التعليم والصحّة ولا يشاركون بشكل مباشر في توزيع المساعدات الإنسانية.

وشدّد غوتيريس، خلال مؤتمره الصحافي، على أنّه "ليست هناك أيّ منظمة أخرى موجودة في غزة قادرة على تلبية الاحتياجات".

وحول قرار الأمم المتحدة بإقالة 12 فلسطينياً يعملون لدى "أونروا" تتهمهم إسرائيل بالاشتراك في عملية "طوفان الأقصى"، قال: "لقد كانت الادعاءات التي تلقيناها في هذا الصدد ذات مصداقية... وكان علينا التحرك بسرعة من أجل المصلحة العليا للمنظمة وبقدر ما يسمح لنا نظام الأمم المتحدة، بما في ذلك إنهاء العقود فورًا والشروع الفوري في التحقيق على الأرض. وفي حال ارتكبنا خطأ، فيمكننا تصحيحه في المستقبل". 

وشدد على أن أونروا تلعب دوراً أساسياً وحيوياً لا يمكن الاستغناء عنه خارج غزة، ولكن في غزة على وجه التحديد.

عالم متعدد الأقطاب

ووجه غوتيريس انتقادات لاذعة للدول الكبرى من دون أن يسميها بالاسم، وللاستقطاب الذي يشهده العالم وترجمة ذلك في شلل مجلس الأمن وعدم قدرته على تنفيذ قراراته.

وأضاف: "عندما يكون العالم منقسما، والانقسامات الجيوسياسية هائلة، عندما نرى أننا لم نعد في عالم ثنائي القطب أو أحادي القطب، فإننا نسير على الطريق إلى عالم متعدد الأقطاب، ولكن في وضع فوضوي للغاية".

وأردف: "أصبحت علاقات القوى بين الدول غير واضحة. وما نراه اليوم في العالم هو لاعبين سياسيين، يفعلون ما يريدون، مع الإفلات التام من العقاب، وفي حالة الانقسام هذه، التي لا يوجد فيها احترام، ولا تحترم حتى القوى العظمى، كما نرى بشكل يومي في ما يخص ما يحدث حول العالم، فمن الواضح أننا نواجه صعوبة بالغة في تنفيذ قرارات مجلس الأمن". 

 

 
الرئيسية || من نحن || الاذاعة الكندية || الصحافة الكندية || اتصل بنا